الصين تحتجز ألافًا من مسلمي "الأويغور" بمكان سرّي
في الوقت الحالي، يقدر أن ما يصل إلى مليون شخص -أغلبهم أقليات عرقية مسلمة- محتجزون تعسفيا في معسكرات "إزالة التطرف" في منطقة شينجيانغ أويغور ذات الحكم الذاتي في شمال غرب الصين، ومن بينهم أويغوريون وكازاخيون وأقليات عرقية أخرى، والتي تعتبر ممارساتها الدينية والثقافية أساسا لهويتهم.
يبدو أن عمليات الاحتجاز جزء من جهود الحكومة الصينية للقضاء على المعتقدات الدينية والجوانب الثقافية للهوية من أجل فرض الولاء السياسي للدولة والحزب الشيوعي الصيني.
عاشت الطالبة الكازاخستانية بوتا كوسايين، البالغة من العمر 26 عاما، مع عائلتها حياة سعيدة في كازاخستان، بعد أن انتقلت إلى هناك من الصين في عام 2013. ولكن في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، عاد والد بوتا إلى منطقة شينجيانغ الأويغور لرؤية الطبيب ولم يعد أبدًا. وبعد ثلاثة أشهر، علمت والدتها من أقاربه أنه قد تم إرساله إلى معسكر سياسي "لإعادة التأهيل". ولا تعرف بوتا وعائلتها مكانه. وأصبح أقارب بوتا في منطقة شينجيانغ الأويغور الآن خائفين للغاية من أن التحدث مع والدتها قد يثير الشكوك من جانب السلطات الصينية نحوهم، لذا قطعوا كل الاتصالات بالعائلة.
وليست قصة بوتا فريدة من نوعها على الإطلاق. فهي واحدة من أكثر من 100 شخص أطلعونا على قصصهم بشجاعة، خوفا من احتجاز أحبائهم المفقودين في منطقة شينجيانغ الأويغور. ولا يزال العدد الكلي للأشخاص المحتجزين حاليا غير معروف، إلا أنه يُقدَّر بمئات الآلاف.
إن الطبيعة السرية وغير الموثقة للطريقة التي يحتجز بها الناس تجعل من المستحيل تقريبا تتبع أو تأكيد مكان وجود أي شخص معين. لكن العمل الجماعي وممارسة الضغط العالمي قد يقنعان الحكومة الصينية بالتحرك والكشف عن مصير المحتجزين.
المصدر: منظمة العفو الدولية