مواد الإنشاء الإيرانية تضيّق الخناق على معامل الطابوق المحلية
![]() ![]() ![]() ![]() |
تصاعدت الاحتجاجات في أوساط صناعة طابوق البناء في العراق بعد قرار الحكومة زيادة أسعار الوقود، في ظل إغراق السوق بمواد البناء المستوردة وخاصة من إيران.
وقال محمد الشمري العضو في رابطة معامل الطابوق غير الحكومية، إن معظم معامل إنتاج طابوق البناء في بغداد وبعض المحافظات، مهدد بالإغلاق بسبب قرار زيادة أسعار الوقود.
وأضاف، أن “نحو 1100 معمل لإنتاج الطابوق مسجلة في بغداد والمحافظات مهددة بالتوقف، بسبب زيادة أسعار الوقود من جانب وزارة النفط الاتحادية بنسبة 50 بالمئة”.
وأضاف الشمري إلى قوله، إن “إغلاق تلك المعامل سوف يتسبب في فقدان أكثر من 250 ألف شخص لوظائفهم، إضافة إلى ارتفاع تكاليف إنتاج وبيع الطابوق في أنحاء البلاد” والتأثير بشكل كبير على نشاط قطاع البناء.
مهنة شاقة تهددها المواد المستورة
ويرى أصحاب معامل إنتاج الطابوق أن الحكومة العراقية بدلا من أن تدعمهم لغرض مواصلة عملهم والاعتماد على المنتج المحلي، تتخذ قرارات تقود إلى تعطيل الحركة الاقتصادية في البلاد.
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في العام الماضي عن وضع خطط تهدف إلى دعم المشاريع الاقتصادية التي تنفذها المعامل والمصانع التابعة للقطاع الخاص، لكن الكثير من إجراءات التقشف أدت إلى أضرار كبيرة بنشاط القطاع الخاص.
وتشير البيانات إلى أن مئات المصانع والمعامل العراقية التابعة للقطاع الخاص أغلقت أبوابها منذ عام 2003 بسبب عدم حصولها على الدعم من الحكومة، وفتح الحدود دون ضوابط أمام دخول البضائع المستوردة.
ويطالب العمال وأصحاب المعامل بمنع دخول الطابوق الأحمر من إقليم كوردستان بسعر منافس لسعر المنتج المحلي وبكميات كبيرة جدا، يقولون إنها تهدف إلى إنهاء صناعة الطابوق في العراق.
وقالت النائبة البرلمانية عالية نصيف إن الإقليم يدّعي أن الطابوق الأحمر يتم إنتاجه في الاقليم لكنه مستورد في حقيقة الأمر لأن سجلات المديرية العامة للتنمية الصناعية تشير إلى وجود معمل طابوق واحد مسجل لديها في إقليم كوردستان.
وأضافت أن زيادة سعر النفط الأسود بنسبة 50 بالمئة يمثل دعما غير مباشر للمنتج الأجنبي على حساب تدمير أهم الخطوط الإنتاجية في القطاع الخاص حاليا. وأكدت أن ذلك قد يؤدي إلى انتهاء صناعة الطابوق في العراق.
وذكرت تقارير محلية أن 72 معملا لإنتاج طابوق البناء المحلي تم إغلاقها مؤخرا في محافظة واسط جنوب شرق بغداد وأن ذلك أدى إلى فقدان ما يصل إلى 13 ألف عامل لوظائفهم، إضافة إلى توقف نشاط 4 آلاف شاحنة لنقل الطابوق والمواد الأولية.
وأكدت أن ذلك جاء كنتيجة مباشرة لارتفاع سعر النفط الأسود الخاص بإنتاج الطابوق والمجهز من وزارة النفط. وقد أدى ذلك إلى توقف حركة البناء نتيجة ارتفاع أسعار الطابوق.
ويقول محللون إن ذلك يمهّد الطريق إلى الاعتماد على الطابوق المستورد وخاصة الإيراني والتركي.
المصدر: +INP + صحيفة العرب اللندانية