واشنطن تغازل طموحات كوردية في سوريا وسط مخاوف من تقسيمها

تاريخ الإضافة الخميس 18 كانون الثاني 2018 - 5:01 م    عدد الزيارات 1709    التعليقات 0    القسم العرب، أخبار، سوريا

        



ليس خافياً على أحد طموح بعض أكراد سوريا إلى إيجاد تواصل جغرافي بين منطقة عفرين وبقية المناطق السورية التي ينتشرون فيها، ما من شأنه إقامة حزام يفصل تركيا عن كامل الأراضي السورية، خصوصاً مدينة حلب، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى، وهو ما يشكل تهديداً واضحاً لأمن أنقرة القومي، ويهدد في الوقت نفسه وحدة أراضي سوريا.


وتدرك واشنطن جيداً مخاوف أنقرة؛ لذلك كانت دوما تراوغ وتعمل على تضليل حليفتها تركيا، كما سبق عندما قدمت تطمينات بأن نسبة القوات الكردية المشاركة في قوات سوريا الديمقراطية التي شاركت في معركة منبج لا تزيد عن الخُمْس، لكن الأتراك ومعظم السوريين يعلمون جيداً أن التركيبة الفعلية لهذه المجموعة المسلّحة مغايرة لما يقدّمه الأمريكيون من معلومات.


ووجدت واشنطن من الطموح الكوردي في سوريا فرصة لاستكمال ما بدأته في العراق، حسب رأي المحلل السياسي سهيل أطرش حيث قال في لقاء مع «القدس العربي» إن الادراة الأمريكية وجدت بالأكراد ضالتها لتكمل ما بدأته سابقاً في العراق بالرغم من ان هناك اختلافاً كبيراً بين البلدين، و لاسيما فيما يخص العامل الكوردي.


وأشار أطرش إلى أن ثمة حديثاً يدور عن أن الأكراد في سوريا يشكلون القومية الثانية، وقد يكون هذا كلام حق يُراد به باطل، لإسقاط الحالة الكوردية في شمال العراق على أكراد سوريا، من دون الأخذ بالاعتبار فوارق كبيرة بين الحالتين، وهي أنهم في سوريا لا يمتلكون المقومات التي لدى نظرائهم شمال العراق، ديمغرافيًا وجغرافيًا، وسبق وأشار المبعوث الدولي ستافان ديميستورا إلى أن نسبة أكراد سوريا 5%، ولا تمتلك أي تواصل جغرافي بين المناطق الرئيسية التي تقطنها (القامشلي – عين العرب – عفرين)، بالإضافة إلى أنه حتى المناطق التي هي فيها أكثرية، لا تشكل أغلبية مطلقة، و من هنا نجد أن مصالح واشنطن تلاقت مع تلك الطموحات التي وجدت فرصة تاريخية من خلال الفوضى التي اجتاحت سورية مع ظهور تنظيمات إرهابية متطرفة و أخرى انفصالية. وهذا يفتح باب اطماع إسرائيل من جديد لتحافظ على هضبة الجولان المحتلة.


فأي تقسيم أو فدرلة في سوريا برأي الخبراء هو بمثابة قنبلة موقوتة ستطال كامل المنطقة، ولاحقا روسيا، فهذه المناطق يتداخل فيها التاريخ مع الجغرافيا ويختلط ما هو ديني بما هو قومي.


المصدر: القدس العربي