الكرادة.. من حي للمثقفين إلى معقل للمجموعات المسلحة وسط بغداد

تاريخ الإضافة الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2017 - 4:40 م    عدد الزيارات 1986    التعليقات 0    القسم العراق

        



تحوَّل حي الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد من معقل المثقفين والمبدعين إلى معقل أو عاصمة لفصائل وكتائب تابعة لهيئة الحشد الشعبي، فضلاً عن مقرات لأحزاب سياسية متنفذة في الحكومة العراقية، إضافة إلى منازل كبار المسؤولين العراقيين، بحسب أهالي المنطقة.

 

وتعد الكرادة واحدة من المناطق القديمة في بغداد، تقع على الجانب الشرقي لنهر دجلة في جانب الرصافة، وتتكون من أحياء متجاورة، ومراكز ومؤسسات حكومية وتجارية مهمة.

 

- معقل للتنظيمات

وبحسب "دانيال بطرس" فإن "منطقة الكرادة تسكنها أغلبية مسيحية، فكانت ملتقى للمثقفين والأدباء، لكن بعد الحملات المنظمة من التهجير، وغلق الكثير من والنوادي الأدبية أصبحت معقلاً للتنظيمات الشيعية".

 

وأضاف: إن "أحزاباً وكتلاً، أبرزها المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الدعوة، قامت بتغيير ملكية مناطق مسيحية بأكملها في الكرادة والدورة لمصلحة تلك الأحزاب أو قادة في الحشد الشعبي"، مستطرداً بالقول: "تشهد المنطقة بين الحين والآخر اشتباكات عنيفة بين مسلحي الفصائل المسلحة الشيعية على عقارات في المنطقة، فضلاً عن الاستعراضات العسكرية التي تنظمها بعض الكتائب في شوارع الكرادة".

 

وبالمقابل، يقول أبو علي المهاجر، أحد القياديين في حركة عصائب أهل الحق: إن "منطقة الكرادة من المناطق المهمة في بغداد؛ لذلك من الطبيعي أن تحوي مقرات للفصائل وكتائب الحشد الشعبي، لا سيما أن عدداً من الكتائب أصبح لها كيان سياسي"، لافتاً إلى أن "أغلب مقرات فصائل الحشد الشعبي في الكرادة هي منازل تم استئجارها من أصحابها وبشكل قانوني".

 

وأضاف المهاجر: إن "الفصائل والحركات الشيعية المسلحة بريئة من تهجير المسيحيين والاستيلاء على ممتلكاتهم، لكن هناك تصرفات فردية لا تمثل المجاهدين في الحشد الشعبي من بعض الكتائب تقوم بابتزاز الأهالي لغرض جمع تبرعات مالية".

 

والحشد الشعبي هو هيئة مسلحة أُسست صيف 2014 بفتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني لمقاتلة تنظيم الدولة، وانضمت إليها جميع الحركات المسلحة المتهمة بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين أبرياء، لكنها ما لبثت أن وجدت شرعية لتكون جزءاً من الجيش العراقي، بإسناد متنفذين في الدولة.

 

- استيلاء على ممتلكات خاصة

وفي سياق نهب العقارات من قبل المتنفذين في الحكومة العراقية، أكد مصدر مسؤول في ديوان الوقف السني أن "أغلب عقارات ديوان الوقف السني في منطقة الكرادة تم الاستيلاء عليها من قبل أحزاب شيعية، وجهات مسلحة تابعة لديوان الوقف الشيعي، إضافة إلى هيئة الحشد الشعبي".

 

ويقول المصدر، رافضاً الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن "ديوان الوقف السني يمتلك عقارات كثيرة في منطقة الكرادة؛ أبرزها هو "وقف العلوية" الذي تمت السيطرة عليه من قبل مجاميع مسلحة تابعة لديوان الوقف الشيعي، إضافة إلى العديد من المنازل والمساجد وقطع الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، وحولت إلى مقرات لحزب الدعوة وحركة بدر وعصائب أهل الحق".

 

وعرف حي الكرادة بأنه مقر للمثقفين والأدباء والناشطين المدنيين، وفيه يتركز نحو 90% من مسارح بغداد ودور السينما ومعارض الفنون ومكاتب المؤسسات الصحافية المحلية والأجنبية والعربية، وعلى الرغم من افتتاح أحزاب دينية وفصائل لمليشيات مسلحة مقرات لها ولقادتها فيه، فإن الحي ما زال يكافح للحفاظ على هويته التاريخية وطابعه المدني.

 

- ابتزاز الأهالي

من جهته يقول ربيع الجاف، صاحب محل عقارات في منطقة الكرادة: "بعد سقوط النظام (احتلال العراق عام 2003) برزت ظاهرة الاستيلاء على عقارات كبار رجال النظام السابق، إضافة إلى عقارات التجار ورجال الأعمال الأثرياء، من قبل مسؤولين في الدولة العراقية الحالية، ما أثار استياء الأهالي بسبب الأطواق الأمنية التي تحوط منازل كبار المسؤولين".

 

وأضاف الجاف: "قادة أحزاب لهم نفوذ كبير في الحكومة العراقية استولوا على عقارات عدة، دون وجه قانوني سوى أنها كانت تعود ملكيتها إلى رجالات النظام السابق، إضافة إلى نجاحهم في الاستيلاء على العقارات المجاورة لها، وهي منازل فخمة جداً وأسعارها خيالية، من خلال تضييق الخناق على مالكيها بالابتزاز وفرض حمايات مشددة ما أدى بمالكيها إلى بيعها".

 

وتابع الجاف حديثه قائلاً: "من أبرز الأحزاب التي استحوذت على عقارات مميزة في المنطقة هي المجلس الأعلى الإسلامي، وحزب الدعوة الإسلامي بقيادة نوري المالكي، وحزب الفضيلة، وكتلة الأحرار، أما الحركات فهي بدر، وعصائب أهل الحق وحزب الله، والخراساني، والنجباء، وكتائب الإمام علي، وسرايا السلام".

 

وفي سياق متصل شهدت منطقة الكرادة وسط بغداد عدة تفجيرات دامية قتل خلالها المئات من الأبرياء خلال الأشهر الماضية من العام الجاري.

 

فريق شبكة +INP من جهته وثق تلك التفجيرات من خلال تقارير أعدادها لبيان اعداد الضحايا والخسائر. 

تفجير الكرادة

 

الكرادة مرة أخرى

 

أمن بغداد .. بيد من؟

 


المصدر: الخليج أونلاين